کد مطلب:239608 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:156

الامام یقول : المأمون سوف یندم
هذا .. و لم یكن من الغریب : أن یعلم الرضا (ع) بمقاصد المأمون، و حقیقة نوایاه من مثل هذه التصرفات، و كان (ع) یقول : « .. اذا سمع احتجاجی علی أهل التوراة بتوراتهم، و علی أهل الانجیل بانجیلهم، و علی أهل الزبور بزبورهم، و علی الصابئین بعبرانیتهم، و علی أهل الهرابدة بفارسیتهم، و علی أهل الروم برومیتهم، و علی أصحاب المقالات بلغاتهم ؛ فاذا قطعت كل صنف ، و دحضت حجته، و ترك مقالته، و رجع الی قولی، علم المأمون أن الموضع الذی هو بسبیله لیس بمستحق له ؛ فعند ذلك تكون الندامة منه .. » [1] .

نعم .. انه سوف یندم كثیرا عندما یری : أن كل ما كان یدبره ینقلب علیه، و یؤدی الی عكس النتیجة التی كان یرجوها منه .. حتی ان الناس كانوا یقولون : « و الله، انه أولی بالخلافة من المأمون . فكان أصحاب الأخبار یرفعون ذلك الیه ؛ فیغتاظ و یشتد حسده .. » [2] و هكذا .. فان هذا القول یعتبر تحقیقا لنبوءة الامام : من أن المأمون سوف یندم، اذا علم أن الموضع الذی هو بسبیله لیس بمستحق له ..

و لقد علم المأمون، و لكن بعد فوات الأوان بذلك، و بأنه قد ساعد بأعماله تلك علی اتساع القاعدة الشعبیة للامام (ع)، و اظهار مزایاه



[ صفحه 381]



و فضائله، التی كان یجهد المأمون فی طمسها و اخفائها، بل لقد ساعد ترسیخ عقیدة الشیعة فی نفوسهم، و شد الیها قلوب الكثیرین، حیث قد ثبت بالفعل : أن الامام أعلم أهل الأرض علی الاطلاق و أفضلهم و أتقاهم الی آخر ما هنالك من الكمالات و الفضائل الأخلاقیة، و لم یعد ذلك مجرد دعوی لا یدعمها دلیل، و لا یؤیدها برهان ..

و كان علی المأمون أن یتبع أسلوبا جدیدا، یضمن له تحقیق غایاته فی التخلص من الامام (ع)، و القضاء علیه اجتماعیا، و نفسیا، بل و حتی جسدیا أیضا ..

و بقی فی كنانته سهم آخر، ظن أنه سوف یحقق له ما عجز كل ما سواه عن تحقیقه .. ألا و هو :


[1] مسند الامام الرضا ج 2 ص 75، و البحار ج 49 ص 175، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 156.

[2] كشف الغمة ج 3 ص 87 ؛ و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 239.